في المقالة السابقة عن علم البيانات، قمنا بتشبيه علم المعلومات بالمحيط وتشبيه علم المعلومات بالبحر، لذا وبعد الغوص في محيط علم البيانات الهائل، سنقوم في هذه المقالة بالغوص في بحر علم المعلومات! لذا قم بتجهيز نفسك للتعمق بهذا البحر الواسع واكتشاف الكنوز التي يمكن تحصيلها وتسخيرها في كافة المجالات.
هناك الكثير من التعريفات المتعلقة بعلم المعلومات، ومنها: أن علم المعلومات هو نوع من الانضباط الذي يبحث في خصائص وسلوك المعلومات، والقوى التي تتحكم بتدفق المعلومات، ووسائل معالجة المعلومات للوصول لطريقة الاستخدام الأمثل. يهتم علم المعلومات أيضاً بمجموعة المعارف المتعلقة بتكوين المعلومات وجمعها وتنظيمها وتخزينها واسترجاعها وتفسيرها ونقلها واستخدامها.
تعريف آخر ينظر إلى علم المعلومات من منظور مختلف وهو: أن علم المعلومات هو علم يجمع بين النظريات والمبادئ والتقنيات والتقنيات الخاصة وبين مجموعة متنوعة من التخصصات ويستخدمها لحل مشاكل المعلومات التي تحتويها تلك التخصصات. ومن هذه التخصصات؛ علوم الكمبيوتر، العلوم المعرفية، علم النفس، الرياضيات، المنطق، نظرية المعلومات، الإلكترونيات، الاتصالات، اللغويات، الإقتصاد، علوم التصنيف، علوم النُظم، علوم المكتبات وعلوم الإدارة.
مجالات العمل المتاحة في علم المعلومات:
هناك ثلاث مجالات وظيفية رئيسية يمكن أن يعمل بها الأفراد المهتمين بدخول سوق علم المعلومات وهي: العمل كعالم معلومات، والعمل كمحلل أنظمة، والعمل كمحترف أو متخصص بالمعلومات. وفي القسم التالي سوف نتكلم باختصار عن كل مجال:
1- عالم معلومات: هو فرد، عادة ما يكون لديه شهادة ذات صلة بموضوع معين أو مستوى عالٍ من المعرفة بالموضوع، حيث يقوم عالم المعلومات بتوفير معلومات مركزة لموظفي البحث العلمي والتقني لصناعة معينة. وينطبق العنوان أيضاً على الفرد الذي يجري بحثاً عميقاً في علم المعلومات.
2-محلل أنظمة: يمكننا وصف محلل الأنظمة بأنه الفرد الذي يقوم بإنشاء وتصميم وتحسين نظم المعلومات لاحتياجات معينة. ومن الجدير بالذكر، أنه في الكثير من الأحيان يعمل محلل الأنظمة لصالح شركة لتقييم وتنفيذ العمليات والتقنيات التنظيمية للوصول إلى معلومات تحسين الكفاءة والإنتاجية داخل الشركة.
3- محترف أو متخصص معلومات: قد تسأل نفسك هنا؛ ما هو الفرق بين عالم المعلومات وبين محترف أو متخصص المعلومات؟ وستكون منطقياً جداً بسؤالك هذا، والجواب سنقدمه لك من خلال تزويدك بلمحة عن محترف أو متخصص المعلومات، وهو الفرد الذي يحافظ على المعلومات وينظمها وينشرها. محترفي المعلومات يتمتعون بمهارة في تنظيم واسترجاع المعرفة المسجلة. وفي البدايات؛ كان عملهم يقتصر على التعامل مع المواد المطبوعة، أمّا الآن فيتم استخدام هذه المهارات بشكل متزايد مع المواد الإلكترونية والبصرية والصوتية والرقمية. يعمل محترفي المعلومات في مجموعة متنوعة من المؤسسات، ومنها المؤسسات العامة والخاصة وغير الربحية والأكاديمية. ويمكن أيضاَ الاستفادة من خدمات ومهارات محترفي المعلومات في المجالات التنظيمية والصناعية.
علم المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي:
سيطرت مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي على مجالات عدة مثل الإعلام المرئي والمسموع وغيره خلال العقد الماضي. لذا كان من البديهي استخدامها والاستفادة منها في واحد من أهم العلوم المعاصرة اليوم؛ ألا وهو علم المعلومات. ونتيجة لذلك تم إطلاق مصطلح "نظم المعلومات الإعلامية الاجتماعية"- وهو علم استخدام تقنية المعلومات لدعم مشاركة المحتوى بين شبكات المستخدمين، وتمكّن وسائل التواصل الاجتماعي الأشخاص من تكوين مجتمعات أو خلايا، وبشكل مبسّط، مجموعة من الأشخاص المرتبطين على أساس مصالح مشتركة.
الفرق بين علم المعلومات وعلم وتكنولوجيا المعلومات:
يهتم علم تكنولوجيا المعلومات ويركّز في المقام الأول على أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مجتمعة. حيث تتطلب تكنولوجيا المعلومات هندسة لتتحول إلى أنظمة معلومات.
أما بالنسبة لعلم المعلومات، وبالإضافة لما ذكرناه في الأقسام العليا من المقالة، فهو نوع من أنواع العلوم الاجتماعية التي تهتم بكيفية استخدام المعلومات وإدارتها بما في ذلك التكنولوجيا التي تقوم عليها. قد يشمل ذلك موضوعات من تكنولوجيا المعلومات وعلوم الكمبيوتر، وعلوم الأعمال والإدارة، ونظم المعلومات، وإدارة المعرفة، وحتى الفلسفة، وعلم المكتبات بالطبع. وإذا أردنا التطرق إلى الناحية التاريخية لعلم المعلومات، فقد بدأ علم المعلومات في أوائل عام 1900 عندما كان يطلق عليه اسم "علم الوثائق" أو "التوثيق"، وبعد مرور عقود من الزمن، حصلت الكثير من التطورات والتغييرات في هذا العلم ولا يقتصر ذلك على الاسم فقط!.
أهمية علم المعلومات:
كما ذكرنا في القسم الأول من المقالة؛ هناك العديد من التفسيرات لعلم المعلومات، ويعتمد التفسير إلى حد كبير على السياق الثقافي والجغرافي، لكن بالمجمل، يركز علم المعلومات على بناء جسر بين الجوانب الاجتماعية والمفاهيمية والتقنية لقطاعات تقديم خدمات المعلومات. وبالتالي، يمكن لعلم المعلومات أن يلعب دوراً هاماً في تطوير نظم المعلومات التي بدورها تساعد بتطوير وتحسين مجالات عدة، مما يبشّر بمستقبل مزهر للعلم نفسه وما سيقدمه للمجالات الأخرى.